Rates as of 05:00 GMT
السوق اليوم
ملحوظة: يتم تحديث القائمة المذكورة أعلاه قبل النشر متضمنة أحدث التوقعات. ومع ذلك فإنه يتم إعداد النص والرسوم البيانية في وقت سابق قبل ذلك. وبالتالي فإنه قد توجد اختلافات بين التوقعات التي تظهر في القائمة أعلاه وبين ما هو مذكور في النص والرسوم البيانية
من المؤكد أن الحدث الأهم والأبرز اليوم هو تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة، فهو المؤشر الحاسم الذي يبلغنا كل شهر (جنبًا إلى جنب مع مؤشر أسعار المستهلكين) بما إذا كان البنك المركزي الأمريكي يفي “بتفويضه المزدوج” الذي يتمثل في استقرار الأسعار والوصول إلى الحد الأقصى للتوظيف.
وأصبحت التوقعات في حالة من الفوضى العارمة يوم الأربعاء بعدما أن تسبب تقرير إيه.دي.بي للتوظيف في إصابة الجميع بالصدمة بعد أن انخفضت قراءته بمقدار 301 ألف وظيفة مقابل توقعات بارتفاع بمقدار 184 ألف وظيفة. وكانت هذه القراءة أيضًا انخفاضًا هائلا عن قراءة الشهر السابق التي سجلت ارتفاعًا مقداره 807 ألف وظيفة.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو هل ستكون قراءة تقرير الوظائف غير الزراعية إيجابية على أقل تقدير؟ فقد حدث من قبل أن سجل أحد المؤشرين ارتفاعًا بينما هبط المؤشر الآخر. فعلى امتداد 236 شهرًا منذ أن خرج تقرير إيه.دي.بي إلى الوجود في شهر مايو من عام 2002، حدث ذلك 28 مرة. ولكن في 11 مرة من هذه المرات حدثت في أول عامين من صدور تقرير إيه.دي.بي، عندما كانوا يقومون بضبط الخوارزمية. ولذلك فربما من المفترض أن نعتبر أن ذلك قد حدث 18 مرة فقط في آخر 216 شهرًا من تاريخ هذا التقرير. ربما… هذا ليس مستحيلاً ولكنه غير ممكن أيضًا. وبالإضافة إلى ذلك، ففي كل هذه المرات كانت التغييرات بين المؤشرين صغيرة إلى حد ما، لأنه نظرًا لمصاعب العد والتقلبات التي تتسم بها التعديلات الموسمية، كان من المحتمل أن يرتفع أحدهما بمقدار 50 ألف وظيفة وأن ينخفض الآخر بمقدار 50 ألف وظيفة ولكن ليس إلى درجة أن يرتفع أحدهما بمقدار 500 ألف وظيفة والآخر ينخفض. وفي الحقيقة، فعلى امتداد تاريخ التقريرين، حدثت مرة واحدة فقط أن تحرك أحدهما عكس الآخر عندما كانت القيمة المطلقة لكل منهما حينها أعلى من 166 ألف في فبراير 2003 حيث ارتفع تقرير إيه.دي.بي بمقدار 59 ألف بينما انخفض تقرير الوظائف غير الزراعية بمقدار 308 ألف وظيفة.
في العالم المالي، تعلمنا أن نقول دائمًا إن “الأداء في الماضي لا يضمن الأداء في المستقبل” وبالطبع ففي ظل الوضع الاستثنائي الذي نجد أنفسنا فيه اليوم حيث الجائحة والاضطرابات في سوق العمل والزيادة الضخمة في العمل الحر والتغير في المناخ الذي يؤثر على الأنماط الموسمية، فليس من المستحيل أن يحقق الارتفاع اليوم. وربما يمر تقرير إيه.دي.بي بمرحلة “الارتداد إلى القيمة المتوسطة” بعد المكاسب الضخمة بشكل مفاجئ التي وصلت إلى 776 ألف وظيفة في شهر ديسمبر. وبالنظر إلى شهري ديسمبر ويناير معًا، سنجد أن تقرير إيه.دي.بي قد ارتفع بمقدار 475 ألف وظيفة في الشهرين. وفي المقابل، ارتفع تقرير الوظائف غير الزراعية في ديسمبر بمقدار 199 ألف وظيفة فقط؛ أي أنه يحتاج إلى الارتفاع بمقدار 276 ألف وظيفة للوصول إلى نفس مكاسب تقرير إيه.دي.بي على مدار الشهرين.
وفي هذا السياق فإن توقعات السوق بتسجيل ارتفاع بمقدار 150 ألف وظيفة لا يبدو أنها بعيدة الاحتمال.
كيف تتحرك السوق عندما تأتي قراءة تقرير الوظائف غير الزراعية أقل من التوقعات؟ في أخر 6 مرات جاءت فيها قراءة تقرير الوظائف غير الزراعية أقل مما كان متوقعًا، لم يؤثر ذلك تأثيرا سلبيًا على الدولار الأمريكي. بل على النقيض من ذلك، انخفض زوج يورو/دولار أمريكي (أي زادت قوة الدولار الأمريكي مقابل اليورو) في اليوم أو اليومين التاليين في خمس مرات من أصل ست مرات، واختتم الزوج الأسبوع إما دون تغيير أو منخفضًا في أربع مرات من أصل ست مرات. وربما يرجع ذلك إلى أن الحاجز أمام “عدم” تحرك البنك المركزي الأمريكي كان عاليًا جدًا. أي أن الرقم يجب أن يكون كارثيًا لإثناء البنك المركزي الأمريكي عن التحرك.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يمكن اعتبار حدوث انخفاض في قراءة تقرير الوظائف غير الزراعية أمرًا كارثيًا لإثناء البنك المركزي الأمريكي عن التحرك؟ في الغالب لا. ولكن هذا الانخفاض يمكن أن يحد من التوقعات التي تتنبأ برفع سعر الفائدة خمس بل وحتى ست مرات هذا العام. وقد شهدنا ذلك بعد الانخفاض المفاجئ لقراءة تقرير إيه.دي.بي حيث انخفضت احتمالات رفع سفر الفائدة ست مرات أو أكثر هذا العام إلى ثلاث أو أربع مرات فقط.
أما بالنسبة للمكونات الأخرى لتقرير الوظائف غير الزراعية، فمن المتوقع أن يظل كل من معدل البطالة ومعدل المشاركة كما هما دون تغيير. وإذا حدث ذلك فسيكون أمرًا جيدًا للغاية لأن معدل البطالة قريب من أدنى مستوياته على امتداد 50 عامًا عند 3.5% على نحو كاف ليتم اعتباره وصولاً إلى “الحد الأقصى للتوظيف”.
ومن المتوقع ارتفاع متوسط الأجر في الساعة بأكبر مما كان عليه في الشهر السابق، ولكن ليس بنفس قدر الارتفاع في مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي. ويعني ذلك أن العامل العادي يواصل التقهقر أمام التضخم. فهل يرى البنك المركزي الأمريكي أن هذا أمر جيد لأنه يعني عدم حدوث دوامة الأجور/الأسعار، أم هل يريد البنك رؤية العمال يكسبون بما يكفي لتقليل عدم المساواة في الأجور في الولايات المتحدة؟ لا أعرف.
وبالإضافة إلى بيانات التوظيف الأمريكية، سيتم الإعلان اليوم أيضًا عن بيانات التوظيف في كندا. ومن المتوقع أن ينخفض عدد الوظائف وأن يرتفع معدل البطالة بسبب عودة العمل بإجراءات التباعد الاجتماعي في عدة أقاليم في البلاد.
وكانت حالات الإصابة بالفيروس قد بدأت في الانخفاض مؤخرًا وإن كنت أرى أن السوق ربما “تنظر” إلى هذه الأرقام وتفترض أن الوضع يتحسن وبالتالي فإن السلطات ستخفف القيود ومن المحتمل أن يرتفع التوظيف مرة أخرى.